مجالات علمية ستغير وجه العالم في المستقبل
مجالات علمية ستغير وجه العالم في المستقبل
كتبت – دينا البنا:
هل تساءلت من قبل كيف سيكون شكل المستقبل؟ وهل ما نشاهده في أفلام الخيال العلمي من أفكار مدهشة قد تتحقق على أرض الواقع بالفعل؟ ولم لا؟ فالابتكارات والاختراعات العلمية دائمًا ما تبدأ بحلم يبدو مستحيلًا أو بفكرة غير منطقية، ولكن الأكيد حتى الآن أن هناك عدة مجالات ظهرت وتطورت وما زالت تتطور يومًا بعد يوم، وتتغلغل في تفاصيل حياتنا وستؤثر على شكل الحياة في المستقبل، فإليك أبرز ثلاث مجالات ستغير وجه العالم خلال السنوات القادمة.
1- الذكاء الاصطناعي
ويعد أحد أهم فروع العلوم الحديثة التي برزت في الآونة الأخيرة، ويقصد به الأجهزة والأنظمة التي تحاكي الذكاء البشري، ولديها القدرة على التفكير الفائق وتحليل البيانات، ويهدف في الأساس إلى تعزيز القدرات والمساهمات البشرية بشكل فعال، لذلك يشمل الذكاء الاصطناعي نظمًا تؤدي مهام معقدة، ومن تطبيقات الذكاء الاصطناعي أن الشركات التي تضيف التعلم الآلي إلى الأعمال التقليدية يمكنها أن تحسن بشدة تجربة المستخدم وتعزز من الإنتاجية، ومن عقبات تفعيل الذكاء الاصطناعي أن قليل من الشركات قامت بتوظيفه على نطاق واسع، وغالبًا ما تكون مشروعات الذكاء الاصطناعي مكلفة للغاية ومعقدة في الإنشاء وتتطلب خبرة عالية.
ومن أبرز المجالات التي ستتأثر سلبيًا بعد تطبيق الذكاء الاصطناعي مجال الصناعات المختلفة، حيث يتم الاعتماد على الروبوتات القادرة على أداء مهام الجنس البشري، وكذلك تطوير المحاكاة ذات القدرة الذهنية مثل السيارات بدون سائق، والطائرات بدون طيار، ومثلها كافة المجالات التي يمكن فيها الاستغناء عن الأيدي العاملة.
ومن أبرز المجالات التي ستتأثر بالإيجاب تطوير البرامج والتطبيقات الحاسوبية في مختلف المجالات منها الطب والاستثمار، وتطوير المحاكاة المعرفية من خلال اختبار النظريات، وتعتبر الولايات المتحدة الأمريكية والصين وبريطانيا من أهم الدول الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، فكل يوم يطرق الذكاء الاصطناعي بابًا جديدًا خاصة في صناعة التكنولوجيا والحواسيب.
إضافة التعلم الآلي إلى الأعمال التقليدية
2- الطاقة النظيفة
تعرف بأنها الطاقة التي لا تلوث الغلاف الجوي مثل الكهرباء والطاقة النووية، وغالبًا ما تكون الطاقة النظيفة نوع من أنواع الطاقة المتجددة وتستمد من عمليات طبيعية متجددة، ومن أهم مصادرها الطاقة الشمسية، والطاقة الحرارية الأرضية، والطاقة المائية وطاقة الرياح، ومن إيجابيات الطاقة المتجددة أنها ذات أسعار ثابتة وبالتالي فإن تكلفة إنتاج الطاقة أكثر استقرارًا من غيرها، كما أن مصادرها مستدامة كالشمس والمياه والرياح التي ستستمر في توفير مصدر ثابت للطاقة، وكذلك إمكانية إنشاء المحطات الصغيرة منخفضة التكلفة مما يقلل من النفايات المترتبة على نقل الطاقة من المحطات الرئيسية.
بالإضافة إلى خلق فرص عمل واسعة النطاق كما تم في الولايات المتحدة الأمريكية وبعض دول أوروبا، وكما هو واضح من اسمها تسهم الطاقة النظيفة في خفض انبعاث الغازات الدفيئة، والاستفادة من الموارد الطبيعية التي يمكن الحفاظ عليها لفترة طويلة، أما عن سلبيات الطاقة المتجددة عدم توافرها في جميع الأماكن فهي تعتمد على الموارد الطبيعية المتاحة، وارتفاع تكلفة التطوير بينما استخراج الوقود الأحفوري أقل تكلفة، وكذلك عدم القدرة على الإنتاج بكميات كبيرة. وتعتبر الإمارات من الدول العربية الرائدة في مجال الطاقة النظيفة.
3- الزراعة الرأسية والمائية
الزراعة الرأسية تزرع المحاصيل المختارة بعناية وتراقب جيدًا، ويتم تأمين الظروف المثلى لنمو كل الأنواع النباتية على مدار السنة، ويقدر أن هكتار واحد من المزرعة الرأسية يمكن أن يوازي ما لا يقل عن عشرة إلى عشرين هكتار من التربة التقليدية، وتتميز الزراعة الرأسية بمضاعفة الإنتاج في وحدة المساحة لتحقيق أقصى عائد ممكن، باعتماد طرق زراعية عالية التقنية للحصول على أعلى إنتاج، وأشهر مثال للزراعة الرأسية هي الصوبات الزراعية والتي تعتمد التكنولوجيا فيها على استغلال المحيط ثلاثي الأبعاد، وتوجد أشكال متعددة للزراعة الرأسية أهمها الزراعة الطابقية، والزراعة برفع المهاد، والزراعة البرجية، وزراعة الأسطح، والزراعة الجدارية.
ومن مميزات الزراعة الرأسية عدم الحاجة إلى الاستخدام الواسع للمبيدات الحشرية، والاستفادة من الأرض المهجورة وغير المستعملة من المساحات الحضرية، والاستفادة من الجزء العضوي من النفايات الزراعية لإنتاج الطاقة، واستعادة وظائف النظم الأيكولوجية وخدمات النظام البيئي، ومن أهم الدول الرائدة في هذا المجال الولايات المتحدة والصين والبرازيل والهند وفرنسا.
أما الزراعة المائية فتعتمد على زراعة النباتات في المحاليل الغذائية دون وجود تربة في ظل الظروف العادية، وتتم الزراعة عن طريق غمس جذور النباتات مباشرة في المحاليل الغذائية السائلة ثم تعليقها فوق الماء مع الإبقاء على جذورها أو وضعها في الرمال أو وضعها في بيئة نمو معقمة، وهي طريقة صحية لأنها تقلل من فقدان المواد الغذائية، ومن مميزاتها إمكانية زراعة الأسماك والنباتات في نفس الوقت، وعدم استخدام المخصبات، والأسمدة والمبيدات الحشرية والكيماوية، ونمو النباتات بسرعة هائلة. ومن عيوبها ارتفاع التكلفة، والحاجة للخبرات والتدريب العالي، وخطورة العدوى المرضية؛ حيث أن أي عدوى تصيب الماء ستنتقل إلى جميع النباتات المزروعة.
يذكر أن تلك المجالات وغيرها من المجالات الحديثة ستؤثر بشكل مباشر على حجم ونوعية الوظائف فيما بعد، فاحرص على اختيار تخصص حديث وتعلم كل جديد في مجالك لتضمن مكانك في سوق العمل في المستقبل.
رابط الموضوع الثاني
https://catchy28.blogspot.com/2021/12/blog-post_17.html
ڤيديو ذا صلة بالموضوع
Comments
Post a Comment